نتابع سلسلتنا من سلسلة الحكاوى الشعبيه واليوم مع قصه تأثرت جدا عندما قرآتها فقررت اكتبها لكم . تحكى هذه القصه عن شخص من عالمنا هذا وظروفه مثل ظروفنا ولكن فعل شئ يستحيل على اى منا ان يفعله . لم أعرف كيف فكر هذا الانسان فى هذه اللحظات وما هو شعوره . تعالوا مع بعض نشوف القصه ونتعلم منها درس عملى عن المحبه والبذل والتضحيه .
فى الاسبوع الآخير من شهر يناير عام 1982 هبت عاصفة ثلجية على الولايات المتحده لم تشهدها منذ عام 1800 حتى إنه وصلت درجة الحرارة فى إحدى الولايات الى 30 تحت الصفر وكثر عدد الضحايا وقتئذ . فى وسط هذه الكوارث حدث ان الطائرة بوينج 737 التى كانت تحلق فى أجواء واشنطن فى رابعة النهار وفوق الجسر المار على نهر بوتوماك وكان ركابها يربون على الثمانية والسبعون ومن بينهم راكب مجهول . واذا بركام الجليثد يتكاثر على جناحى الطائره وذيلها وجسمها يفقد توازنه . وتبدأ تهوى من فوق لتحطم فى طريقها 4 سيارات كانت تمر على الجسر وسيارة نقل كبيرة تهوى بكل ثقلها فى النهر المجمد بسبب البرودة الشديده ويهرع الركاب محاولين النجاة .. ولكنهم فشلوا . الا سته فقط استطاعوا ان يتشبثوا بذيل الطائرة الذى ظل بارزا فى وسط النهر المتجمده مياهه وأسرعت سيارات الاسعاف والشرطة وجاءت طائرة هليكوبتر وألقت حبل الانقاذ الى السته ليصعدوا ناجين بانفسهم . ويسرد ( وندسور ) سائق الطائرة الهليكوبتر والذى القى بالحبل على هذا الراكب وكان الرجل الذى القيت اليه الحبل يقظا وعايا كل الوعى . ولكن ان كنا نرى اناسا طيبين فى وسط هذا العالم الشرير لكن لم أرى فى حياتى قط من له مثل هذا البذل . لقد أزاح الرجل الحبل الى رفيقة الذى بجانبه والمتشبث فى يأس هو الاخر بذيل الطائرة الغريقة ازاحه اليه لكى يقتنص هذا فرصة النجاه اولا بدلا منه . وصعد الراكب الاول المنقذ من الموت الى الهليكوبتر وانزل رجل الانقاذ الحبل ثانية لنفس الراكب الذى يصارع الموت فازاح الحبل ثانية لراكب آخر رفيقه المنتظر هو الآخر بلهفة الانقاذ من الموت وأنقذ الراكب الثانى . وكلما ينزل الحبل اليه يزيحه الى ان انقذ الركاب الخمسه وأخيرا وحينما تدلى الحبل للمره السادسة كان الراكب الباذل قد أختفى وسط الجليد . واختفت أسماء الركاب من ذاكرة التاريخ وبقى هذا الرجل المجهول والذى لقب فى الصحف الأمريكية بالرجل العالمى . لأنه مجهول حتى الاسم والهوية . هل يوجد من يستطيع ان يفعل هذا فى ايامنا هذه . ام ان فى هذه الاوقات كل انسان يفكر فى نفسه ويفكر كيف يعيش حتى اذا كان ذلك على حساب موت الآخرين . اعطنا يا رب هذا القلب المحب والمضحى الذى احب اناس لم يكن يعرفهم وضحى بحياته من اجلهم .
